القائمة الرئيسية

الصفحات

ويسألونك عن الروح




عندما سئل الرسول ﷺ عن الروح ، ضمن أسئلة يهود المدينة (الثلاثة) فى الحادثة الشهيرة ، التى كانت سببا أو أحد أسباب نزول سورة الكهف ، كانت اجابة الوحى عن سؤال الروح منفردا فى سورة الاسراء كما يلى :

(ويسألونك عن الروح : قل الروح من أمر ربى ، وماأوتيتم من العلم الا قليلا )

والآية – كما نرى – قاطعة وواضحة كل الوضوح ، فى أن مسألة الروح ليست من شأن البشر فى شىء ، الى حد أن الرسول نفسه ، لا يعلم من أمرها شيئا ، وأن الوحى ينهاه ضمنا عن السؤال ، لأن الروح من أمره تعالى.

ومع ذلك فان القرآن يزخر بالآيات ومن ثم المعلومات المتعلقة بالنفس البشرية ، فلا تكاد تخلو سورة من سور القرآن من اشارة الى النفس البشرية ومرادفاتها من سورة الفاتحة الى سورة الناس.

فكيف يمكن التوفيق بين نهى آية الاسراء الصريح القاطع ، عن مجرد السؤال عن الروح ، وذلك السيل المتدفق من الآيات عن النفس الانسانية/البشرية الذى يسود فيما بين دفتى الكتاب ؟ 

والاجابة السريعة التى تتبادر الى الذهن المتأمل تكمن فى أن النهى الوارد فى آية الاسراء يتعلق بأمر يختلف تماما عن ذلك الذى تتعلق به آيات النفس الغزيرة المتدفقة ، الى حد يفصل بين (الروح) من ناحية ، و(النفس) الانسانية من ناحية أخرى.

واذا كان هذا التمييز القرآنى مقصودا ومتعمدا كما هو الحال – كما سنرى – فان الخلط التفسيرى التراثى ، يكون قد اجترأ على المقصد القرآنى ، بتعامله غير المبرر علميا مع كل من (الروح) و(النفس) باعتبارهما (شيئا/جوهرا) واحدا.

وهم يستندون فى تبرير هذا الخلط الى بعض الأحاديث التى ربما تكون هى نفسها قد وقعت فى أحبولة هذا الخلط .

ومثال شهير على ذلك : (حديث وقوف/(قيام) الرسول لدى مرور جنازة يهودى ، فلما سئل ، قال : أليست روحا؟)

ماذا لو كان هذا الحديث ، قد ذكرأو تواتر بتعبير: (أليست نفسا؟)

وهو فى الحالتين لا يؤكد أو ينفى شيئا ، فالمقصود أن البشر يتساوون فى الخلق والتكوين والمآل والمصير،أيا كانت دياناتهم ولا ينصرف الى توصيف ذلك الأمر الخطير الذى نهت آية الاسراء عن مجرد السؤال فيه .

ولا تعدو جميع التفسيرات والبحوث التى تناولت هذا الموضوع سوى أن تكون ترديدا للربط بين (الروح) و(النفس) مما أدى الى الوقوع فى أخطاء كبرى نأمل أن نكشف عنها الغطاء .

وعملا بأصول المنهج العلمى فى البحث ، فان الفروض الأساسية التى تحكم هذا البحث تتمثل فيمايلى:

أولا : أن المعرفة النبوية المؤيدة بالوحى هى المصدر الأعلى للمعرفة فى هذا الشأن الغيبى.

ثانيا : أن التمييز الصريح والقاطع بين (أمر الروح) ، و(الشأن النفسى) ، كما هو وارد فى القرآن الكريم ، لا يجوز تخطيه استنادا الى أى مصدر آخر من مصادر المعرفة الانسانية.

ثالثا : الالتزام بمنهج التفسير الذاتى للآيات القرآنية ، وعدم الاعتداد بأى تفسيرات تراثية أو معاصرة تخالف بأى درجة أيا من العلاقات الداخلية أو التفسير الذاتى للقرآن الكريم مهما كانت درجة حجيتها.

 

                         

 

 

                         آيات الروح

سورة البقرة : آية 87 :

(ولقد آتينا موسى الكتاب ، وقفينا من بعده بالرسل ، وآتينا عيسى بن مريم البينات ، وأيدناه بروح القدس )

                آية 253 :

( ... وآتينا عيسى بن مريم البينات ، وأيدناه بروح القدس )

سورة النساء :آية 171:

(...انما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه)

سورة المائدة : آية 110:

(اذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتى عليك وعلى والدتك اذ أيدتك بروح القدس ...)

سورة الحجر:آية 29 :

(فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين )

سورة النحل :آية 2 :

(ينزل الملائكة بالروح على من يشاء من عباده ...)

               آية 102 :

(قل نزله روح القدس من ربك بالحق ...)

سورة الاسراء:آية 85 :

(ويسألونك عن الروح : قل الروح من أمر ربى ، وماأوتيتم من العلم الا قليلا)

سورة مريم : آية 17 :

(فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا)

سورة الأنبياء:آية 91:

(والتى أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين)

سورة الشعراء:آية 193:

( نزل به الروح الأمين )

سورة السجدة: آية 9 :

(ثم سواه ونفخ فيه من روحه ...)

سورة ص : آية 72 :

(فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين)

سورة غافر :آية 15:

(رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق)

سورة الشورى : آية 52:

(وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا...)

سورة المجادلة:آية 22 :

(...أولئك كتب فى قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه )

سورة التحريم :آية 12:

(ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا..)

سورة المعارج :آية 4 :

(تعرج الملائكة والروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)

سورة النبأ:آية 38:

(يوم يقوم الروح والملائكة صفا...)

سورة القدر:آية 4:

(تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر)

 

 

 

 

تعليقات

التنقل السريع